الدلالات الاستلزامية للاستفهام :

الاستفهام
- هل قرأت (ثلاثية )نجيب محفوظ ؟  في هذا المثال : المتكلم أو السائل متردد بين ثبوت قراءة المخاطب للرواية ونفيها، لذلك يسال عنها ويطلب معرفتها ،فيكون الجواب :  نعم  في الإثبات  أو لا    في  النفي  .بواسطة أدوات، هي : هل والهمزة وهما حرفان.. والباقي أسماء وهي : مَنْ ، وما ، ومتى ، وإيَّان ، وأين ، وكيف ، وكم ، وأنَّي ، وأيّ .

                          استنتاج : الاستفهام هو طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من قبل بواسطة أداة خاصة.

                                                               الدلالات الاستلزامية للاستفهام :
يخرج الاستفهام عن معناه الحقيقي إلى دلالات استلزامية تفهم من سياق الكلام ومقام المتخاطبين إذا تم خرق شرط من الشروط المقامية التي ينجز فيها الاستفهام الحقيقي:    - أن يكون المستـفـهم جاهلا بمعلومة مـا .                           -  يَفْترِضُ المستفهم أن المخاطب يعرف هذه المعلومـة.
                        -  أن يكون المستفهم راغبا في معرفـة هذه المعلومـة.             -   أن يدخل المسـتفـهـم عنه في باب الممكن حصولـه .
 لاحظ الأمثلة التالية:

1- النفي قال تعالى : { فمن يهدي من أضلّ الله}{ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟}{أفأنت تنقذ من النار؟}{من ذا الذي يشفع عنده إلاّ بإذنه؟}. فمعنى هذه الآيات هو النفي: لا هاديَ لمن أضلَّ اللهُ - وليس جزاء الإحسان إلا الإحسان – ولستَ تُنْقذُ منْ في النار – ولا أحدَ يشفع عنده إلاّ بإذنه
2- الإقرار قال تعالى :(أليس الله بأحكم الحاكمين ؟)الواقعة –الآية : 72 - في هذا المثال تم خرق الشرط الأول والثالث فالمتكلم يريد هنا حمل المخاطب على الإقرار بما يعرفه . الاستفهام هنا نقول بأنه يفيد الإقرار او التأكيد . وأمثلته كثيرة في القران الكريم  قال تعالى:                                               ( ألم نشرح لك صدرك؟ ) وقوله :  ( أ لم يجدك يتيما فآوى ؟  )
3- الإنكار قال تعالى :(وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة ؟) الأنعام الاية74 - الاستفهام في هذا المثال خرج عن معناه الحقيقي- تم خرق الشرط الاول والثالث - إلى دلالة استلزامية يفيدها السياق ومقام المتخاطبين ، وهي الإنكار فالمنكر هنا هو الفعل أي اتخاذ الأصنام آلهة . توضيح : يخرج الاستفهام إلى معنى الإنكار عندما يكون المستفهَمُ عنه أمرا منكرا شرعا أو عُرْفًا مثل قولك لمن يقف بدراجته في طريق عام من غير سبب :       أتعوق غيرك عن السير في الطريق ؟
4- التعجب قال تعالى على لسان النبي سليمان عليه السلام:(مالي لا أرى الهدهد ؟)النمل الآية 20 - في هذا المثال تم خروج الاستفهام عن معناه الحقيقي إلى معنى التعجب لان الهدهد كان لا يغيب عن النبي سليمان إلا بإذنه فلما لم يَرَهُ تَعجّبَ من عدم رؤيته .المتعجَّبُ منه هو غيبةُ الهدهد من غير إذن 5- الاستهزاء  ما كل هدا الجهل بقصص الأنبياء ؟ المثال (ه)-الاستفهام خرج إلى معنى الاستهزاء 
6- الاستبطاء قال الشاعر : حتى متى أنتَ في لهوٍ وفي لعب ٍ &   والموتُ نحْوَكَ يَهْوي فاتِحاً فاهُ؟ المثال (و)-الاستفهام خرج إلى معنى الاستبطاء . السؤال دال على استبطاء تحقق المسؤول عنه وهو الإقلاع عن اللهو واللعب . ومن أمثلته أيضا :(كم دعوتك؟ - كم انتظرتك ؟ - متى يعود الاستقرار إلى ربوع العراق؟ )-{متى نصرُ الله؟}- نتى يعود السلام إلى أرضنا ؟-
7- التمني. قال قيس بن الملوح : أ سِرْبَ الْقَطَا هل مَنْ يُعيرُ جناحَه ؟  &  لعلي لمن هويت قد أطير المثال .- في هدا المثال تم خرق الشرط الأخير فالمستفهم عنه لا يدخل في باب الممكن حصوله (استعارة الشاعر لجناح الحمام ) لهدا خرج الاستفهام إلى معنى التمني.- 

8- الأمر: {فهل أنتم مسلمون؟}أي أسلموا.- {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر؟}أي تذكّرْ واتعِظْ

أمثلة أخرى

1 ـ الاستفهام الإنكاري . أسلوب يتضمن معرفة السائل للجواب ، لكنه يطرح سؤاله من موقف الاستغراب والإنكار كقوله تعالى : { أغير الله اتخذ وليا ؟}1 . وقولك لمسلم يفطر رمضان: ( أتأكل وتدخن في شهر رمضان؟)وهو على أوجه :   أ-  إنكار للتوبيخ على أمر وقع في الماضي {أعصيتَ ربك؟}: - ب- إنكار للتوبيخ على أمر واقع في الحال أوخيف وقوعُه  : {أتعصي ربك؟}ج- إنكار للتكذيب في   نحو:{أفأصفاكم ربُّكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثاً؟}أي أخصكم ربُّكم بالذكوروخصّ نفسه بالبنات أي أنه لم يفعل هذا لتعاليه عن الولد مطلقا.. وقول إبراهيم عليه السلام لقومه :(قال أتعبدون ما تنحتون ؟) ينكر عليهم فعلهم. 

2 ـ الاستفهام التوبيخي . كقوله تعالى : { أعجلتم أمر ربكم } .

3 ـ الاستفهام التقريري . نحو : أأنت كسرت الزجاج .     ومنه قوله تعالى:{ أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون }

والمقصود بالتقرير : حمل السامع على الإقرار بصدور الفعل .

4 ـ الاستفهام التهكمي (والاستهزاء والسخرية ). نحو قوله تعالى : { أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا }.  

5 ـ الاستفهام التنبيهي . كقوله تعالى : { فأين تذهبون؟ } .

6 ـ الاستفهام التحقيري . نحو قوله تعالى : { ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين مَنْ فرعون } . وذلك بفتح ميم " مَن " ورفع " فرعون " في قراءة ابن عباس .  أما في قراءة الجمهور فهي " مِن " بكسر الميم على اعتبارها جار ومجرور ، وعلى ذلك الا استفهام فيها .

7 ـ الاستفهام التعجبي . نحو قوله تعالى : { ما لي لا ارى الهدهد؟ }.فالله جل جلاله يستفهم متعجبا على لسان سيدنا سليمان عن عدم رؤيته للهدهد عندما جمعهم لأمر من الأمور .{ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق؟}

استنتاج يخرج الاستفهام عن معناه الحقيقي إلى دلالات استلزامية تُفهمُ من سياق الكلام وقرائن الأحوال ومقام المتخاطبين مثل: :التقرير أو التأكيد – الإنكار- التعجب - E Eالاستهزاء E الاستبطاء E التمني ...                                  

 والله ولي التوفيق                                         ذ. أ . مصطفى

تصنيف : دروس